فن وثقافة

اتحاد الكتاب يفصل أبرز المدافعين عن الأسد.. والثقافة تتحرّر من عباءة السلطة

أصدر اتحاد كتاب العرب اليوم قراراً بفصل 13 عضوًا من صفوفه، من بينهم الكاتب والسيناريست المعروف حسن يوسف، أحد أبرز المدافعين عن سردية النظام السوري خلال العقدين الماضيين.

في خطوة اعتُبرت تصحيحًا لمسار اتحاد الكتّاب العرب وإعادة ترتيب المشهد الثقافي السوري.

دعم سردية النظام عبر الإعلام والفن:
بعد حسن يوسف من أبرز رموز الإعلام الثقافي الرسمي، حيث شغل موقعًا بارزًا في صحيفة “تشرين” الرسمية، وكتب مقالات ومنابر إعلامية دافعت بشكل صريح عن سياسات النظام.

حيث هاجم الأصوات المعارضة والناقدة، وشارك في أعمال درامية ضخمة مثل “إخوة التراب” و”حارس القدس”، التي أُنتجت برعاية مؤسسات رسمية، وساهمت في ترسيخ رواية السلطة في الوعي العام.

بحسب متابعين، لعبت هذه الأعمال دورًا في تلميع صورة النظام وتبرير سياساته داخليًا وخارجيًا، ما جعل يوسف يُصنَّف ضمن حملة الخطاب الدعائي الرسمي.

ترحيب ثقافي واسع بالقرار:
قوبل قرار الفصل بترحيب واسع في الأوساط الثقافية السورية الجديدة، التي ترى أن الاتحاد يجب أن يكون منصة تعبّر عن الثقافة الوطنية الحرة، لا ملحقًا للسلطة السياسية.

واعتبر مثقفون هذه الخطوة ” إزالة رمزية لهيمنة أصوات الماضي” و” فصلًا بين الثقافة والسلطة الأمنية”.

علّق يوسف على القرار بالقول إن عضويته كانت “شرفية” ولم يكن عضوًا عاملًا، إلا أن هذا التبرير لم يُخفِ حقيقة موقعه كرمز من رموز الرواية الرسمية التي استخدمت الثقافة والفن لتجميل القمع وتكريس الاستبداد.

بداية مرحلة ثقافية جديدة”
يأتي هذا القرار ضمن سياق أوسع لإعادة هيكلة الاتحادات والنقابات الثقافية في سوريا بعد التغيير السياسي، بهدف بناء مشهد ثقافي مستقل عن روايات السلطة السابقة.

ويُنظر إلى فصل شخصيات مثل يوسف على أنه مؤشر لنهاية مرحلة طويلة من تسييس الثقافة، وبداية استعادة المنابر الثقافية لدورها الطبيعي في التعبير عن المجتمع.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، بل ستتبعها إجراءات أخرى تهدف إلى إعادة الاعتبار للمؤسسات الثقافية كأدوات للتنوير والذاكرة الوطنية، بعد أن كانت لسنوات أدوات دعائية تبرر القمع والفساد.

زر الذهاب إلى الأعلى