Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السوريون في تركيا

تركيا تستكمل إجراءات دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية.. فماذا عن مصير المعلمين السوريين؟

صهيب الابراهيم

الوسيلة – خاص:

أكد أحمد جميل نبهان الناشط والاستشاري المهتم بشؤون السوريين في تركيا أن وزارة التربية التركية ستقوم هذا العام بدمج جميع الطلاب السوريين مع أقرانهم الأتراك في المدارس التركية, إضافة لإغلاق جميع المراكز السورية المؤقتة ما عدا (المركزية ومدارس آفاد).

وقال نبهان في حديث خاص لموقع الوسيلة اليوم الخميس 22 من آب/أغسطس: “ربما يتم منح طلاب الثالث الثانوي (البكالوريا) دراسة المنهاج السوري وتقديم الامتحان النهائي باللغة العربية من نفس المنهاج للعام الدراسي القادم2019 /2020.

ونوه الناشط والاستشاري المهتم بشؤون اللاجئين السوريين إلى أن هذه المعلومات من وزارة التربية والتعليم مدى الحياة, مستدركاً أن تلك المعلومات مازالت شفهية ولم يصدر قرار بهذا الخصوص حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وفيما يخص الطلاب الناجحين من المدارس التركية, أوضح نبهان قائلاً: “ستصدر أوراق تعديل جلاءات الطلاب وتسوية وضعهم ( Denklik ) من أجل الدخول في المدارس التركية خلال الأسبوع القادم”.

وتابع الاستشاري المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا: “ربما يكون هناك خمس ساعات أسبوعية منهاج لغة عربية للطلاب السوريين في المدارس التركية, ولكن حتى اللحظة ما زال الكلام شفهياً ولم يصدر قرار بذلك”.

ورجح نبهان في حديثه لموقع الوسيلة أن تحتاج وزارة التربية التركية لعدد من المعلمين السوريين الجدد ربما يصل إلى نصف العدد الحالي في حال تم وضع هذه الساعات الخمس أسبوعياً “منهاج لغة عربية في المدارس التركية”.

وحول مصير المعلمين السوريين في تركيا, نفى نبهان بشكل قاطع أن يكون هناك فصل جماعي للمعلمين, مؤكداً وجود خطة لإعادة المعلمين الذين تم فصلهم مؤخراً فصلاً تعسفياً لأسباب بسيطة جداً.

ودعا الناشط والاستشاري المهتم بشؤون اللاجئين السوريين جميع المعلمين ممن تم فصلهم إلى مراجعة مديرية التربية كل في ولايته أو مراجعة وزارة التربية والتعليم في أنقرة وتقديم (ديلكشة) طلب استرحام وشرح وضعه بالكامل, أو اللجوء إلى حزب العدالة والتنمية لمساعدته في رد مظلمته.

وكشف نبهان في حديثه لموقع الوسيلة أن التربية التركية ستعمل على فرز المعلمين السوريين إلى المدارس التركية اعتباراً من /1/ أيلول وفي جميع الولايات التركية دون استثناء.

وأوضح نبهان المدرس في ولاية أضنة أن فرز المعلمين السوريين سيكون شكل أولي حسب إجادة اللغة التركية والاختصاصات المتعلقة بالعملية التربوية ولا عبرة للاختصاص وعنوان الشخص بموضوع النقل.

نبهان بين أن عمل المدرس السوري سيكون كمساعد للمدرس التركي في صفه وصلة وصل بين المعلم التركي والطالب السوري, أو ستوكل له مهمة إشراف على الطلاب السوريين كمعلم مناوب ومراقب لهم في باحة المدرسة أثناء الاستراحات والتنفس.

وحول دوام المدرسين في المدارس التركية, أشار نبهان إلى أن الدوام سيكون طويلاً على عكس الدوام السابق والذي كان يبدأ من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة مساءً, بينما الدوام في العام القادم سيكون من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثالثة أو الخامسة عصراً حسب المدرسة التي يعمل فيها المدرس, وذلك لكون التربية التركية جعلت دوام المدارس فوج واحد يومياً.

إقرأ أيضاً: أحمد حسون يدعو السوريين في اسطنبول وجميع اللاجئين للعودة إلى سوريا (فيديو)

وفيما يتعلق باختيار الطلاب للمدارس التركية, وجه نبهان نصيحة لجميع الطلاب السوريين وخاصةً الإناث باختيار مدارس الإمام والخطيب (الشرعية), وذلك من أجل الحفاظ على اللغة العربية ومن أجل دراسة الشريعة الإسلامية والحفاظ على الحجاب, وكون المدارس لا يوجد فيها اختلاط بين الذكور والإناث ومجالاتها نفس مجالات بقية المدارس الأُخرى.

وعن تقييمه للسنوات الدراسية خلال الأعوام السابقة, اعتبر نبهان أن الأعوام الدراسية السابقة كانت جيدة إلى حدٍ ما من ناحية متابعة الطلاب في اللغة العربية من قبل المعلمين السوريين ومتابعة اللغة التركية من قبل المعلمين الأتراك.

ولفت الاستشاري المهتم بشؤون اللاجئين السوريين إلى معاناة الطلاب والمعلمين من عائق اللغة الذي يعد العائق الأكبر في العملية التعليمية.

وحول مدى نجاح الحكومة التركية في مسألة تعليم السوريين في تركيا, اعتقد نبهان أن تركيا نجحت إلى حدٍ ما بإدارة العملية التعليمية للطلاب السوريين بدليل أن معظم الطلاب دخلوا الجامعات التركية وحققوا المراتب الأولى في أغلب الاختصاصات والمجالات وحصلوا على درجات عالية في كافة الصفوف والمراحل.

وحول ابتعاد الطلاب السوريين عن لغتهم الأم وانعكاس ذلك على مستقبلهم, أكد نبهان أن المنهاج التركي طغى على المنهاج السوري في الفترة الأخيرة من أجل دمج الطلاب السوريين بالمدارس التركية.

وفي هذا الصدد, أردف نبهان لموقع الوسيلة: “هذا الأمر سينعكس سلباً على حياة الطالب المستقبلية في حال عودته إلى سوريا وإكمال دراسته بالمنهاج السوري وباللغة العربية, وخاصةً طلاب المرحلة الابتدائية الذين أصبحوا في الصف الرابع والخامس ولا يجيدون حفظ الأحرف العربية أو حتى كتابتها غيباً عن ظهر قلب ولا حتى القراءة.

وحمل نبهان جزءاً من مسؤولية ابتعاد الطلاب عن اللغة العربية إلى الأهالي من جهة عدم متابعتهم لأبنائهم وإلقاء هذا الأمر على عاتق المدارس وعلى كاهل المعلمين كاملاً ما أثر على وضع الطالب الدراسي.

ولم يغفل نبهان في حديثه لموقع الوسيلة تأثير الأوضاع المعيشية على وضع الطالب الدراسي, كون هذا الطالب يعيش في أسرة فقيرة ولا يوجد فيها معيل غيره ما يضطره لترك المدرسة أحياناً أو التغيب أو العمل قبل أو بعد الدوام المدرسي.

وفي هذا الصدد, ذكر نبهان بإحصائية وزارة التربية والتعليم التركية حول نسبة المتسربين من الطلاب السوريين من سلك التعليم الإلزامي التي وصلت إلى 40 % , معتبراً ذلك مؤشر خطير للغاية.

ورأى الاستشاري المهتم بشؤون السوريين في تركيا أن أهم المعوقات بالنسبة للطلاب والمعلمين في تركيا هي قلة المواصلات المجانية وكلفة المواصلات المأجورة الباهظة إضافة لقلة الدعم المادي, مبيناً: “أن المعلم السوري حتى اللحظة يعتبر متطوعاً وليس موظفاً أي غير مثبت كأقرانه الأتراك الذين يعملون معه في نفس المركز ويقبضون ضعف راتبه بينما هو مازال يقبض الحد الأدنى للأجور في تركيا /2020/ ليرة تركية والتي لم تعد تغطي موضوع آجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء والانترنت والمواصلات”.

كما لفت نبهان الانتباه إلى عدم حصول المعلم السوري على مساعدة كرت الهلال الأحمر صوي أو إذن العمل أو التأمين الصحي والاجتماعي أو السيغورتا.

كما أشاد نبهان بما قدمته الحكومة التركية للاجئين السوريين, وتابع: ” ما قدمته الحكومة التركية لم يقدمه لنا (السوريين) أي أحد من الذين يدَّعون العروبة والإسلام, واستضافتنا تركيا في الوقت الذي تآمر علينا فيه من كنا نحسبهم من أبناء جلدتنا”.

إقرأ أيضاً: وزير الداخلية التركي: تركيا تسعى لاستيعاب السوريين.. وهذه الولايات سيتم فيها تطبيق إجراءات إسطنبول

وحول تنامي حدة الأصوات المطالبة بترحيل السوريين أو إعادتهم إلى بلادهم, أشار نبهان إلى أنه “في بداية الأمر كان الأتراك يقاسمون السوريين فراشهم وأثاثهم وثيابهم وطعامهم”, لافتاً إلى تغير نظرة الإخوة الأتراك إلى السوريين بسبب بعض المفاهيم الخاطئة عن السوريين وبعض الجهلة وكذلك بسبب بعض السيئين من السوريين, إضافة للتجييش الإعلامي من بعض أعداء تركيا سواء من الداخل أو الخارج.

وفيما يتعلق بهذا الموضوع, شدد نبهان في حديثه لموقع الوسيلة السوريين على ضرورة “احترام عادات وتقاليد وقوانين هذه الدولة وهذا الشعب الذي كان خير عون لنا في هذه الأزمة التي كشفت لنا معادن الحكومات والشعوب”.

وخاطب نبهان اللاجئين السوريين في ختام حديثه قائلاً: “تركيا اليوم أصبحت آخر قلعة من قلاع المسلمين, فكونوا خير المهاجرين لمن كانوا نِعْمَ الأنصار” .

وبدأت دائرة “تعليم مدى الحياة” المسؤولة عن مراحل التعليم ما قبل الجامعي في وزارة التربية والتعليم التركية بتطبيق خطة لدمج الطلبة السوريين داخل المدارس الوطنية التركية منذ بداية العام الدراسي 2016- 2017.

وبداية الدمج كانت لتلاميذ الصفين الأول والخامس السوريَّين داخل المدارس التركية بالتزامن مع نشر ما يقارب من 5500 مدرّس تركي داخل المدارس السورية المؤقتة لتقديم دروس اللغة التركية بصورة مكثفة ولكافة المراحل الصيفّية، بنصاب حصصٍ بلغ 50% من نسبة الحصص الأسبوعية المخصصة للطلبة السوريين استعداداً لدمجهم مستقبلاً.

وتابعت الدائرة التركية في السنة التالية دمج الصفوف الثلاثة: الثاني والسادس والتاسع، لتتبعهم في السنة الحالية صفوف الثالث والرابع والسابع والعاشر.

كما سيتم دمج الصف الثامن والحادي عشر في التعليم الوطني التركي العام المقبل، ليبقى – حسب التوقعات- طلاب البكالوريا فقط خارج الدمج.

وترجح مصادر تربوية أن تخصص لطلاب البكالوريا صفوف داخل بعض المدارس التركية، أو يتم تدريسهم داخل مراكز التعليم الشعبي من قبل مدرسين سوريين تحددهم التربية لاحقاً.

وبحسب مندوبة اليونسيف في تركيا إليف كالين فقد تجاوز عدد الطلبة السوريين الذين يتلقون تعليماً رسمياً داخل المدارس الحكومية التركية 625 ألفاً، أي بنسبة 76% من إجمالي عدد الأطفال السوريين في سنّ الدراسة. ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى أكثر من 95% في العام المقبل نتيجة القوانين الصارمة الي تطبّقها الحكومة التركية على أولياء الطلبة المتسربين.

إقرأ أيضاً: صحيفة أمريكية تكشف عن خطة تركيا لترحيل مئات آلاف السوريين!

وترافق التقليص التدريجي الحاصل لعدد الصفوف والحصص نتيجة الدمج، مع قيام التربية في تشرين الثاني 2018، بتوزيع ما يقرب من ثلث المعلّمين السوريين على المدارس الشرعية التركية “الأئمة والخطباء” لتدريس طلبتها مبادئ اللغة العربية؛ وثلث آخر تم توزيعه على عموم المدارس التركية للعمل بصفة موجهين تربويين للطلبة السوريين المدمجين داخلها؛ وسيلتحق الثلث الأخير بسابقيه مع بداية العام الدراسي القادم.

وبلغ عدد المعلمين السوريين العاملين داخل المراكز المؤقتة في عموم الولايات التركية ما يقرب من 13400 من جميع الاختصاصات، وتقدّم لهم منظمة اليونسيف مُنحاً شهرية مقدارها 2020 ليرة تركية بوصفهم “متطوّعين” لا موظفين.

ومع دمج جميع الطلاب والمعلمين السوريين في المدارس التركية تطوى صفحة المدارس السورية المؤقتة ومنهاجها بالكامل ليبدأ الطلاب والمعلمون السوريون مرحلة جديدة بأجواء تربوية واجتماعية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى