الولايات المتحدة تطالب ألمانيا بإرسال قوات برية إلى شمال سوريا

طلبت الولايات المتحدة من ألمانيا دعم الحرب ضد فلول تنظيم “داعش”، وذلك بإرسال قوات برية لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، أن واشنطن تطلب من ألمانيا إرسال قوات برية، إلى الشمال السوري لتحل محل الجنود الأمريكيين جزئيا.
وأضاف المبعوث الخاص إلى سوريا في مقابلة مع صحيفة فيلت إم سونتاج الألمانية، رصدتها الوسيلة: “إن بلاده تنتظر من ألمانيا إرسال قوات إلى الشمال السوري للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي”.
وأوضح جيمس جيفري: “إن ألمانيا تلعب دورا فعالا في مكافحة داعش، وفي العملية السياسية بشمال سوريا، لكننا نريد منها دعما أكثر على صعيد القوات البرية”.
وأشار جيفري” ” أن الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى الشمال السوري، ليس بالضرورة أن يكونوا محاربين، بل إن تلك القوات ستتولى مهمة الحفاظ على استقرار المنطقة”.
ويريد جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي ضد داعش، من الحكومة الألمانية أن ترسل قوات تدريب وخبراء لوجستيين وعمال تقنيين من البوندسفير (الجيش الألماني).
وتابع جيفري بالقول: “يجب أن يتمتع الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى سوريا، بالقدرة على الدفاع عن أنفسهم وإتقان الفنون القتالية، وسيكون بحوزتهم أسلحة ثقيلة، أمّا عمليات الهجوم، فهي موكلة للقوات المحلية”.
وأردف قائلا: “نريد أن نقضي على داعش تماما في سوريا، والبدء بحل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، وإخراج كافة الإيرانيين من سوريا”.
وذكر المبعوث الأمريكي أنه بحث مع المسؤولين الألمان في برلين، ملف إرسال قوات ألمانية إلى الشمال السوري.
إقرأ أيضاً: أردوغان: تركيا وروسيا تبذلان كافة الجهود الممكنة لحل الوضع في إدلب
ألمانيا مستعدة للمشاركة
وكانت قد كشفت مجلة “شبيغل أونلاين” الألمانية 31 مايو، عن عزم الحكومة الألمانية الانخراط في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في شمال سوريا.
وأبلغت الحكومة الألمانية واشنطن بحسب ما جاء في تقرير المجلة الذي رصده موقع الوسيلة “إن ألمانيا مستعدة للمشاركة عسكرياً في المنطقة الآمنة في شمالي سوريا، وذلك بعد طلب أمريكي سابق من برلين على هامش مؤتمر “ميونيخ” للأمن للمساهمة في حماية المنطقة المرتقب إقامتها”.
وأوضحت الصحيفة أن “برلين عرضت على واشنطن تمديد مهمة قواتها في التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة” لهذا الغرض، وستستمر طائرات التورنادو الألمانية في التقاط الصور من الجو، وتزويد الطائرات المقاتلة للدول المشاركة في التحالف الدولي بالوقود جواً”.
وكانت قد بحثت اللجنة الأميركية التركية المشتركة في 2 آذار 2019 في أنقرة تنسيق الانسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا، وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمع تشكيلها على الحدود التركية.
وأكّد الجانب التركي على أن بلاده “تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس”، في حال تم الانسحاب الأميركي دون توافق يبدّد هواجس أنقرة.
وتركّز تركيا في مباحثاتها مع واشنطن على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية بعمق 30 – 40 كم على الأقل، تكون خالية من أي وجود لوحدات الحماية التي تصنفها أنقرة أنها إرهابية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اقترح، في كانون الثاني الماضي، إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على أن تكون بعرض 20 ميلًا (32 كيلومترًا).
وقال الرئيس التركي أردوغان “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.
ولا يزال مصير المنطقة مجهولًا حتى الآن بسبب عدم معرفة الطرف الذي سيكون صاحب القرار فيها، عقب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وسط رفض تركيا سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة غيرها.
إقرأ أيضاً: المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا.. في انتظار التنفيذ
وتدعم القوات الأميركية تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم ميليشيات قوات حماية الشعب الكردية وغيرها من الجماعات.
واستولت قوات سوريا الديمقراطية على آخر معقل لداعش في سوريا، وفي مارس (آذار) الماضي، على الرغم من استمرار نشاط التنظيم الإرهابي من تحت الأرض.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون أول) الماضي عن خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي من شمال شرقي سوريا، قبل أن يقرر إبقاء 400 فرد للمساعدة في استقرار المنطقة الكردية التي تمتد على الحدود بين العراق وسوريا.
وتعمل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين على الحصول على دعم إضافي من حلفائها الثمانين في تحالف مكافحة تنظيم داعش، الذي يتضمن ألمانيا، مع بدء سحب القوات الأميركية.
وتدعم ألمانيا تحالف مكافحة تنظيم داعش من خارج سوريا، فضلاً عن تدريب قوات في العراق.
وتعارض تركيا الدعم الأمريكي لهذا التنظيم بشدة، وتتوعد بشن هجوم على المنطقة، بداعي أن وجود التنظيم يهدد أمنها القومي، وتهدف لإتمام إنشاء المنطقة الآمنة بعد إطلاقها عملتي درع الفرات وغصن الزيتون.