بعد تهـ.ـديد ترامب بالرد العسكري على روسيا .. بوتين يرد وهذا ما أمر به

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعليق موسكو التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على انسحاب واشنطن منها، مؤكدا أن روسيا ستباشر في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى.
وأوضح الكرملين أن بوتين اجتمع اليوم السبت مع وزيري الخارجية والدفاع، وقرر الرد بالمثل على إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس أن بلاده علقت التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وقال بومبيو إن واشنطن ستنسحب من المعاهدة ما لم تلتزم بها موسكو في غضون ستة أشهر.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن بوتين أعطى موافقته على اقتراح وزارة الدفاع البدء بإنتاج صاروخ متوسط المدى أسرع من الصوت.
وشدد بوتين على أن استخدام الولايات المتحدة “الصواريخ الأهداف” ونشرها منصات إطلاق من نوع “إم كي-41” في أوروبا يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة الصواريخ.
وقال: “أؤيد اقتراح وزارة الدفاع بدء العمل على نشر صواريخ “كاليبر” المجنحة على اليابسة، وفتح مسار جديد للعمل على إنتاج صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى”.
وأشار بوتين إلى أن روسيا لن تنشر الصواريخ في أوروبا أو أي مناطق أخرى ما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.
ووجه بوتين وزارتي الخارجية والدفاع بعدم المبادرة إلى إجراء مفاوضات جديدة مع واشنطن حول قضايا نزع الأسلحة حتى “ينضج شركاؤنا” للتعاون معنا على أساس تكافؤي.
وأكد بوتين أنه يجب على روسيا ألا تنجر إلى سباق تسلح مكلف في ردها على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ، وأنها لن تفعل ذلك، إذ سيتم إنتاج أنواع جديدة من الأسلحة ضمن ميزانية التسلح المرصودة.
وكلّف بوتين وزارة الدفاع بتقديم تقرير حول سبل مواجهة الخطر الذي قد ينجم عن نشر الدول أسلحتها في الفضاء.
وأشار بوتين إلى ضرورة تغيير صيغة الاجتماعات العسكرية، معربا عن عزمه الإشراف شخصيا على عملية إدخال الأسلحة الجديدة حيز الخدمة.
وقال: “أريد أن أطلع على سير العمل على إدخال منظوماتنا الجديدة حيز الخدمة، وأقصد صاروخ “كينجال” (الخنجر) فرط الصوتي، ومنظومة “بيريسفيت” الليزرية، التي قد تم تزويد قواتنا بها، إضافة إلى منظومة “أفانغارد” الصاروخية الاستراتيجية النووية فرط الصوتية، التي أنهينا اختبارها وبدأنا بتصنيعها”.
وأضاف: “أريد أن أرى أيضا كيف يجري العمل على إنتاج صاروخ “سارمات” /الخارق العابر للقارات/ ووضعه في الخدمة… وذلك فضلا عن الطائرة البحرية المسيرة “بوسيدون”، التي أبلغوني مؤخرا بانتهاء المرحلة الرئيسة من اختبارها”.
في السياق نفسه، اقترح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء العمل خلال الأشهر المقبلة في نشر صواريخ كاليبر على اليابسة. وهذه الصواريخ الروسية نوع من الصواريخ المجنحة (كروز) التي تزود بها البحرية الروسية سفنها وغواصاتها عادة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالانسحاب من هذه المعاهدة التي ترجع إلى حقبة الحرب الباردة وتعرف رسميا باسم “معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى”، متهما روسيا بانتهاكها.
وقد أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) دعمه لموقف الولايات المتحدة بتعليق العمل بالمعاهدة، أما الاتحاد الأوروبي فحث واشنطن وموسكو على احترام كل مقتضيات المعاهدة، وقال إنه لا يرغب أن تتحول القارة الأوروبية إلى ساحة مواجهات بين الجانبين.